فى ظل التقنيات الزراعية الحديثة، وإدخال أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية، يزيد الإنتاج، وموفرة للمياه، ومردود اقتصادى عالى، وتحقيق ربح للمزارعين ،تسعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ممثلة مركز البحوث الزراعية، من خلال خطة للتوسع فى مساحات زراعة المحاصيل ذات القيمة الغذائية والاقتصادية العالية مثل نبات "الاستيفيا"، بالتنسيق مع الوزارة المعنية، ويعد بديلا عن قصب السكر وبنجر السكر من حيث القيمة المضافة، ومن الزراعات غير الشرهة للمياه، وزراعته فى مختلف أنواع الأراضى القديمة والجديد، يحد من استيراد الفجوة فى السكر من الخارج، الاستفادة منه كمكملات غذائية، ومردوده الإيجابى على الصحة العامة.
لنبات "الاستفييا فوائد صحية عديدة
نبات "الاستفييا" من الزراعات الجديدة المربحة، ذات الإقبال الكبير فى الأسواق الدولية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والإتحاد الأوروبى جنوب شرق آسيا واليابان، وله فوائد عديدة للصحة، وهناك توجه من الحكومة بإقامة أكبر مصنع لإنتاج مستخلص سكر "الإستيفيا" للاستفادة من منتجاتها يكون بنفس لون السكر الأبيض، والتوسع زراعة هذا المحصول الواعد، وعمل برامج تربية له لتطوير أصناف جديدة.
الدكتور أحمد عطية خبير نبات الإستيفيا والأستاذ بمعهد بحوث المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، يقول فى تصريحات لـ " اليوم السابع " ،إن سيتم زراعة نبات الاستيفاء كمحصول محليات جديد منخفض فى احتياجاته المائية ، فهو نبات عشبى معمر منشأه أمريكا الجنوبية و تكمن أهمية النبات فى احتوائه على مجموعة من المركبات الجليكوزيدية ذات الطعم شديد الحلاوة " العسل " و لا تحتوى على أى سعرات حرارية إضافة إلى ذلك فإن النبات له عدة استخدامات طبية أهمها أنه لا يؤثر على مستوى الجلوكوز فى الدم وبالتالى فإن المحليات المستخلصة من النبات تعتبر مثالية للإستخدام بواسطة مرضى السكر و المداومين على الحمية الغذائية، إلى جانب تأثيره الإيجابى على مرضى ارتفاع ضغط الدم.
محصول الاستيفياء مناسب لظروف الزراعة المصرية
وأوضح، خبير الاستيفياء أن زراعة النبات أظهرت نجاحا كبيرا تحت الظروف المصرية و تفوق محصوله على كمية المحصول الناتجة فى أغلب دول العالم حيث يعطى النبات متوسط محصول من الأوراق الجافة مقدار 3 أطنانورق جاف للفدان فى السنة الاراضى الطينية القديمة و 2 طن أوراق جافة للفدان بالأراضى حديثة الاستصلاح، مشيرا الى أن سعر الكيلو للنبات 3 دولار للكيلو الواحد، وتقدم حاليا الدولة برامج توعية لتشجيع زراعتها فى الأراضى الجديدة كنموذج لزراعة المحصول.
وتابع " عطية " أن معهد بحوث المحاصيل الحقلية لديه شتلات ومسحوق من أوراق الاستيفيا، تتوافر بأسعار 5 جنيهات للشتلة الواحدة، ويمكن وضعها فى بلكونة المنزل، حيث يقترب حجمها من شجرة الريحان حيث يصل ارتفاعها إلى ما يقرب من 80 سم، ويمكن جمع الأوراق بعد زراعتها بـ 45 يوما فقط فى بلكونة المنزل ويمكن طحن أوراق الإستيفيا، وأضافته فى أى منتج غذائى بإعتبارها منتجات صحية.
وأضاف خبير "الاستيفيا"، أن مستخلص النبات مضاد للخمائر لذلك يستخدم فى علاج اضطرابات المعدة الناتجة عن التخمرات. كذلك فقد ثبت أن النبات له تأثير متوسط كمضاد للبكتيريا، و كذلك مكافحة تسوس الأسنان مما أدى إلى استخدامه بشكل متزايد فى معاجين الأسنان، كما يمكن وضعه فى الشرفات واستخدام الأوراق مباشرة على أن يكون معرضا لأشعة الشمس لمدة ساعة على الأقل يوميا.
وتابع " عطية " أنه نظرا لأن الشعب المصرى يتناول تقريبا ضعف الحد الآمن الذى تنصح به منظمة الصحة العالمية، فإنه يمكن بزراعة الاستيفيا و استخلاصها استبدال النسبة الزائدة من استهلاك السكر بمستخلص نبات الاستيفيا خاصة و أن المادة المستخلصة فى المصنع طعمها قريب جدا من سكر المائدة و قابلة للذوبان فى الماء و عديمة اللون، ويتم إكثار النبات بعدة طرق أهمها البذرة و العقل الساقية و نواتج زراعة الأنسجة و يحتاج النبات إلى 30 ألف شتلة للفدان و يفضل نقل الشتلات إلى الأرض المستديمة فى الربيع إلا أنه يمكن نقل الشتلات بداية من شهر مارس و حتى شهر أكتوبر مع مراعاة أن يتم نقل الشتلات فى الصباح الباكر أو قرب الغروب فى الأيام التى ترتفع بها درجات الحرارة عن 30 درجة مئوية.
نبات الاستيفيا لا يحتوى على أى سعرات حرارية فى أوراقه
فيما كشف تقرير عن نبات سكر الإستيفيا، له قوة تحلية فائقة المستخدم خاصة فى الطعام، لا يحتوى على أى سعرات حرارية فى أوراقه، تعتبر مثالية لتحلية الأطعمة المستخدمة من قبل مرضى السكر، تستخدم فى انظمة الريجيم والرشاقة، المادة السكرية به تعتبر مكملا غذائيا يمكن استخدامه فى أكثر من 500 منتج غذائى، كالعجائن والمخبوزات والأدوية، لايمثل خطر على مرضى السكر والضغط وكافة الأمراض المعروف تأثرها بزيادة أو نقص نسبة السكر فى الدم؛ لأنه منخفض الطاقة، يرشد استهلاك الفرد من السكر العادى، عشبة عطرية عالية الحلاوة، ذات خصائص تغذية عالية، زيادة النشاط واستجابة جهاز المناعة لها، كما أن محلول أوراقها مضاد للتسوس، وله نشاط مضاد للبكتيريا.
ومن مميزات نباتات الإستيفيا أنه يمكث فى الأرض لمدة قد تصل لسبع سنوات، ولكن فى المناطق الباردة يعتبر محصول حولى يحصد مرة واحدة قبل قدوم الشتاء. وفى مصر أمكن الحصول منه على ثلاث حشات فى العام الاول ترتفع فى السنوات التالية الى اربع او خمس حشات، أحد نباتات النهار الطويل، أى يحتاج اضاءة لا تقل عن 12 ساعة يوميا، يتوقف نموه الخضرى ويتجه للتزهير عند تعرضه لنهار (اقل من 12 ساعة/ يوميا لا تتحمل النباتات الملوحة أكثر من 1000 جزء فى المليون، كما يحتاج توفر رطوبة دائما بدون اغرا ق، ولا يتحمل العطش ويؤدى نقص مياه الرى لتأثيرات سلبية على نمو النباتات.
مواعيد الزراعة تتم زراعة البذور فى نهاية الشتاء وبداية الربيع ( فبراير و مارس) من كل عام (من بذرة الموسم السابق) فى المشتل فى أحواض صغيرة مع تغطية البذور بطبقة رقيقة من التربة ،بعد حوالى شهرين إلى شهرين و نصف تصبح الشتلات جاهزة للنقل للأرض المستديمة، مقارنة الإستيفيا مع المحاصيل السكرية الآخرى، حيث يمكن الحصول على أكثر من حشة منه فى العام الواحد يعطى إنتاجية كبيرة، وتجود زراعته فى الأراضى الخفيفة متوسطة الخصوبة، والتى لا تحتوى على تركيزات مرتفعة من الملوحة يفضل زراعته فى المناطق المرتفعة الحرارة، كما أن زراعة نبات الاستيفيا فى مصر لا تحتاج لعمالة مدربة لا تحتاج لمياه رى كثيرة كالقصب، لأن المجموع الجذرى للنبات سطحى الفدان يستهلك نصف ما يستهلكه البنجر وربع ما يستهلكه قصب السكر ،هذا النبات صديق للبيئة، ولا ينتج عنه أى مواد أو مخلفات سامة أو ملوثة للبيئة يعد سكر الاستيفيا من المحاصيل التصديرية المهمة، خاصة فى أسواق شرق آسيا واليابان وأوروبا.
التسميد النيتروجينى
ومن اهم عمليات خدمة الاستيفيا: يجب عدم الافراط فى التسميد النيتروجينى خاصة فى الاراضى الجيدة حيث يؤدى لزيادة النمو الخضرى على حساب تركيز المادة المحلية بالأوراق، يوصى باضافة التسميد النيتروجينى بمعدل 20 كجم نيتروجين، فدان، حشة على دفعتين يفضل استخدام السماد النتراتى عن اليوريا ويضاف 30 كجم سوبر فوسفات أثناء اعداد الارض للزراعة يحتاج الفدان 25 كجم سماد بوتاسى سنويا مع الاهتمام بالعناصر الصغرى خاصة الحديد والزنك والبورون.
وعن مواعيد الرى: تتميز جذور نبات الاستيفيا بأنها جذور ليفية متشعبة، وقريبة من سطح التربة مما يجعل احتياجاتها من مياه الرى قليلة، مع مراعاة أن يتم الرى على فترات متقاربة متتالية تختلف عدد الريات طبقا للطقس السائد ونوع وطبيعة الأرض.